ما هي أسباب كراهية العديد من الأشخاص منصة فيسبوك؟

 خلال الأونة الأخيرة أصبح فيسبوك تطبيق مثير للجدل وعلى مر السنين منذ بدايته لطالما كان محط الأنظار والإنتقاد، حيث تم اتهام أشهر منصات التواصل الاجتماعي بكل شيء خطأ من الممكن أن تقوم به شركة بداية من بيع بيانات المستخدمين إلى لعب دور في التأثير على الانتخابات ليس فقط في الدول النامية ولكن في بعض الدول الكبرى بينما نفى القائمين على فيسبوك العديد من هذه المزاعم ولكن لا تزال تدور العديد من الشكوك حول الشركة.


فيسبوك

قد تتساءل عزيزي القاريء لماذا يكره العديد من الناس فيسبوك وما هي الأسباب، في ما يلي نظرة فاحصة يُلقي فريق عمل موقع مستقبل المعرفة على بعض الأمور الأكثر شيوعًا التي لا يحبها الأشخاص عند التعامل مع شركة فيسبوك أو المنصة الرقمية.

1. التطبيق يضم مجموعة كبيرة من الخصائص

إذا كنت تستخدم تطبيق فيسبوك منذ فترة طويلة فستلاحظ ما يمكن اعتباره رغبة استثنائية من الشركة في جعل التطبيق منصة التواصل الاجتماعي الأولى والأخيرة للمستخدمين.


تويتر كما يعلم الجميع المكان الذي تشارك فيه الأفكار والتدوينات بسرعة مع باقي المستخدمين، منصة سناب شات هي المكان الذي تراسل فيه أصدقائك والتفاعل معهم بصورة عصرية، بينما تطبيق تيك توك هو تطبيق مُصمم خصيصًا لإنشاء مقاطع الفيديو القصيرة وتداولها بين المستخدمين.


مع ذلك فقد حاول فيسبوك أن يكون كل شيء وأي شيء يريده الناس وبذلك جعل النظام الأساسي للمنصة صعب الاستخدام بعض الشيء.


تَبنى فيسبوك العديد من الأفكار الخاصة بالمنصات الأخرى منها ميزة قصص سناب شات القصيرة ونسخ نظام الهاشتاقات الخاصة بتويتر، ليس هذا فحسب بل ويشق طريقه حاليًا إلى خلق مساحة لإنشاء الفيديوهات القصيرة باستخدام فيسبوك ريلز، الأمر المثير للدهشة أن الشركة تحاول مواكبة المنافسة مع الشركات الأخرى في ظل هذه الفوضى الغير مسبوقة، السؤال المهم الآن ماهو الفيسبوك حقا؟


2. مشكلات الأمان والخصوصية للمستخدمين

خصوصية الفيس بوك

سبب آخر تداول في السنوات الأخيرة كثيرًا جعل الناس تكره الفيسبوك أكثر وأكثر وهو مخاوف الخصوصية، حيث كشفت فضيحة القرن كامبريدج أناليتيكا عن كم هائل من بيانات المستخدمين التي يمتلكها فيسبوك وحدة، نحن نتحدث عن معلومات هامة عن حياة الأفراد بالفعل شركة فيسبوك تعرف عنا ما لا نعرفه عن أنفسنا ونتسائل كيف يتم استخدامها؟


 هذا الأمر جعل الكثير من الناس في العام الجاري يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم الوثوق في شركة فيسبوك أم لا حول معلوماتهم الشخصية وأذونات عديدة أخرى، مؤخرًا أجرى القائمون على تطبيق فيسبوك بعض التغييرات على إعدادات الخصوصية الخاصة بجمع المعلومات، لكن الكثير من الأشخاص ما زالوا لا يشعرون بأن بياناتهم الشخصية آمنة.



بالتأكيد يُعد هذا الافتقار الغير مسبوق إلى الخصوصية في التاريخ الإنساني نقطة تحول كبيرة في نظر العديد من الأشخاص حول ما توفره شركة جوجل من خدمات.

3. عمليات تسريب البيانات المتلاحقة والغير مفهومة

بيانات الفيس بوك

إضافة إلى مخاوف الآمان والخصوصية على منصة فيسبوك أيضًا التعامل مع عدد غير عادي من مرات تسريب البيانات، حيث كشفت هذه الانتهاكات المعلومات الشخصية لملايين المستخدمين وجعلت الناس يشعرون وكأنهم لا يستطيعون الوثوق في فيسبوك لـ حماية ببياناتهم الشخصية.


التسريب الأخير حدث بالتحديد في عام 2021 وكشفت الصحافة أنه تم انتهاك المعلومات الشخصية لأكثر من 500 مليون مستخدم حول العالم وهو أمر جامح، كان هذا الخرق مقلقًا بشكل خاص لأنه حدث على الرغم من مزاعم فيسبوك بأنه قد تم إصلاح المشكلات التي تسببت في فضيحة كامبريدج أناليتيكا.


4. قدرة التطبيق على جذب انتباهك لـ ساعات كثيرة

يكره العديد من الأشخاص أيضًا تطبيق فيسبوك لأنه قد يتسبب في عملية إدمان السوشيال ميديا، لقد صمم القائمين على التطبيق لإبقائه جاذبًا لك لأطول فترة ممكنة من اليوم هذا يعني أنك تستقبل باستمرار رسائل جديدة والإشعارات التي لا تكاد تنتهي والمنشورات المتداولة والإعلانات التي قد تُهمك أو لا تحتاج رؤيتها من الأساس.


التطبيق يجعل من السهل الاستمرار في المشاهدة اللامتناهية لصفحة الأخبار الخاصة بالتطبيق، وقبل أن تُدرك الأمر فقد مرت ساعات دون أن تدري بالأمر والذي قد يكون محبطًا لمن يمتلكون وظائف وأسرة وبشكل خاص أيضًا إذا كنت تحاول أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي أو تكون منتجًا سيكون الأمر تحدي بعض الشيء.


على الجانب الآخر أدى انتشار التيك توك خلال السنتين الأخيرتين إلى تقليل بعض الانتقادات المتعلقة بالإدمان لمنصة فيسبوك، ولكن مع ميزة الفيديوهات القصيرة الجديدة يبدو أن الانتقادات لن تختفي لفترة طويلة وستعود بشكل أكبر.

5. عدد كبير من الأخبار التي لا أساس لها من الصحة

أخبار كاذبة

مشكلة أخرى كبرى يجدها الكثيرون مع استخدام فيسبوك ألا وهي انتشار الأخبار الكاذبة، المستخدمون يقومون بـ مشاركة الكثير من المعلومات على التطبيق ومن الصعب جدًا معرفة ما هو صحيح وما هو غير صحيح وقد أدى ذلك الأمر إلى انتشار معلومات كاذبة ونظريات المؤامرة التي لا أساس لها على أرض الواقع لذا نتطلع إلى وجود فلتره للمحتوى في المستقبل القريب.


حيث اتخذ فيسبوك بعض الخطوات الجادة مؤخرًا لمكافحة الأخبار الكاذبة حيث لا يزال الكثير من الناس يشعرون أن المشكلة خارجة عن السيطرة ولا يمكن حلها في القريب العاجل لما يمتلكه التطبيق من عدد كبير جدًا من المنشورات يوميًا.


6. تأثير تطبيق الفيسبوك على الصحة النفسية

إدمان الفيس بوك

واحدة من أكبر مشكلات  منصة فيسبوك هي تأثيره على الصحة العقلية للإنسان مع إختلاف التأثير للمرحلة العمرية بالطبع، حيث يمكن أن تكون المنصة أرضًا خصبة للسلبية والمقارنة والسلوك الغير حضاري بين الناس وبعضها مع اختلاف الفروق الإجتماعية، عندما تشاهد باستمرار الأشخاص المرفهين والأغنياء في حياتهم الرائعة والسيارات الفارهة تنسى أن لكل منا نصيبه من مرار الحياة.


يؤدي هذا الأمر إلى الشعور بعدم الكفاءة والوحدة والاكتئاب وعد الإحساس بقيمة النفس وعطاء الله الغير محدود للإنسان، ربطت العديد من الدراسات بين منصات التواصل الاجتماعي وبين زيادة القلق والاكتئاب، خاصة عند الشباب بالتحديد، نؤكد أن فيسبوك ليست منصة التواصل الاجتماعي الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة إلا أنها تتلقى قدر كبير من الانتقادات بسبب شهرتها ومدى انتشارها حول العالم وتأثيرها على الناس.


6. نشر محتوى يَحُثٌ على الكراهية والانقسام

لا لخطاب الكراهية

سبب آخر مهم يجعل الناس تكره تطبيق فيسبوك وهو التخاذل الواضح في التعامل مع خطاب الكراهية، حيث تم استخدام المنصة لنشر محتوى يحض على الكراهية والانقسام مع ما يترتب على ذلك من عواقب غير محمود عُقبَاهَا على الإطلاق.



ونرى ذلك بـ دورها في الإبادة الجماعية في ميانمار ألا وهو المثال الأكثر وضوحًا حول هذا الأمر، على ذلك اتهمت عدة مجموعات لها نفوذ قوي على وسائل التواصل الاجتماعي منصة فيسبوك بعدم القيام بما يكفي لوقف انتشار خطاب الكراهية والتعصب مما أدى في النهاية إلى انتشار العنف في المنطقة بصورة كبيرة ونهاية مأساوية بكل المقاييس.


واِتهم موقع فيسبوك أيضًا بـ الاستمرار في السماح لبعض المستخدمين بالتحريض على المذابح العرقية في حرب إثيوبيا السابقة وذلك وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة الغارديان العالمية.


الخاتمة

العديد من الأسباب التي تجعل الأشخاص في كل مكان حول العالم يكرهون وبشدة منصة فيسبوك، صحيح أن النظام الأساسي للتطبيق لديه مشاكل خطيرة مع الخصوصية والأخبار المزيفة وخطاب الكراهية الغير مقبول كما أنه يسبب الإدمان ويمكن أن يضر بصحتك العقلية إلا أن بعض الأشخاص لا يزالون يستخدمون المنصة بشكل غير عقلاني تمامًا.



إرسال تعليق

أحدث أقدم